Last Updated on سبتمبر 9, 2024 by Omar Adel
لماذا تعد الاختبارات الشفوية مهمة في العملية التعليمية؟
منذ فجر التاريخ، وُجدت الاختبارات كآلية لصيقة بأي عملية تعليمية أو منظومة تربوية.
فهي وسيلة التقييم الأشهر والأوثق، وبدون نتائجها لا يستقيم للعملية التعليمية أي تطور أو تعديل أو تقدم يُعول عليه!
فلا يعرف المعلم كيف يُقيم المتعلم، ولا يعرف المتعلم مدى تحصيله، ولا يعرف الاثنان كيف أصبح المتعلم مستعدًا للانتقال لمرحلة أعلى في تعليمه.
أم أنه ما زال بحاجة إلى مزيد من الجهد والعمل لإتقان المرحلة التي هو فيها بالفعل.
وتأتي الاختبارات التحصيلية على أكثر من صورة، أكثرهم شيوعًا هي:
- الاختبارات التحريرية: وهي الاختبارات الكتابية، والتي تعد وسيلة التقييم الأشهر حول العالم في هذه الآونة، على اختلاف أنواعها.
- والاختبارات الشفوية: والتي تطرح خلالها الأسئلة والأجوبة شفهيًا بدون كتابة.
والاختبارات الشفوية هي موضوع مقالنا اليوم، حيث نستعرض مفهومها، وأهميتها.
وأبرز ميزاتها وعيوبها، وكيف تساعد التقنيات التعليمية الحديثة في زيادة فعاليتها؟
الاختبارات الشفوية
تعد الاختبارات الشفوية هي الصورة الأولى للاختبارات، فقد وُجدت دلائلها في الحضارة اليونانية، والحضارة الصينية القديمة.
حيث كانت هي وسيلة التقييم المعروفة قبل اختراع الكتابة وانتشارها، فقد كان العملية التعليمية قائمة على التلقين فقط.
ولا تزال الاختبارات الشفوية قائمة بشكل واسع حتى وقتنا الحالي، رغم ما وصل إليه التعليم من تطور هائل!
ولعل هذا يرجع إلى أهميتها، حتى مع ما يحيط بها من عيوب ما زالت بحاجة إلى المعالجة، وهذا ما نستعرضه تاليًا!
تعريف الاختبارات الشفوية
تشير الامتحانات الشفوية إلى ذلك النوع من امتحانات التحصيل المعرفي، التي لا تعتمد على الكتابة، وإنما على التعبير الشفوي.
سواء في توجيه الأسئلة، أو في تلقي الإجابات، وتستخدم لقياس مدى تحقق أهداف التعلم ذات الصلة بمهارتي التحدث والقراءة.
وتستخدم الاختبارات الشفوية في التدريس التربوي لتقييم مستوى بعينه من المهارات، لا تستطيع الامتحانات التحريرية تقييمه، على اختلاف أنواعها واختلاف أسئلتها.
ولعل هذا الفارق في المهارات التي يتم قياسها، هو الفارق الجوهري والدافع الرئيسي نحو استخدام الاختبارات الشفوية.
ولا ينبغي حصر الفارق عند مجرد طريقة طرح الأسئلة وتلقي الأجوبة، بأنها شفوية أو كتابية.
وتتنوع المهارات التي تقيسها الاختبارات الشفوية، ما بين مهارات تعليمية، مثل: مهارة التعبير اللفظي، والإلقاء، وترتيب العبارات.
وبين مهارات شخصية واجتماعية، مثل: الحوار، والثقة بالنفس، والتصرف في المواقف الصعبة.
وتستخدم الاختبارات الشفوية على نطاق واسع خلال المراحل التعليمية المختلفة.
فتستخدم مثلًا كجزء من عملية التقييم النهائي في كثير من الكليات والمعاهد، مثل: كليات العلوم والطب والتربية، وغيرها.
كما تستخدم في السنوات التعليمية المبكرة، مثل: رياض الأطفال؛ لعدم تمكن الطلاب من مهارتي القراءة والكتابة بشكل كافي بعد.
وهي آلية رئيسية مستخدمة في تقييم الباحثين المتقدمين لنيل شهادات الماجستير والدكتوراه في التخصصات المختلفة.
حيث تعد دلالة واضحة على مدى تمكن الباحث وإلمامه بأبعاد الإشكالية التي يتناولها.
أو دلالة واضحة على عكس ذلك في حال كان الباحث قد استعان بآخرين لكتابة الرسالة أو غير ذلك من ممارسات تؤثر على أحقيته في نيل الدرجة المتقدم إليها.
تستخدم الاختبارات التحصيلية أيضًا في الكشف عن أنواع من صعوبات التعلم، من أبرزها: مشكلة عُسر الكلام.
أنواع الاختبارات الشفوية
نظرًا لتعدد الأغراض التي تستخدم في إطارها الاختبارات الشفوية، ولتنوع المهارات التي تقيسها، فإنها تصنف على النحو التالي:
الاختبارات الشفوية من حيث هدفها
تصنف الاختبارات الشفوية تبعًا للهدف منها إلى:
- اختبارات المعرفة: وتتمثل إجاباتها في استدعاء حقائق أو ترتيب خطوات وآليات.
- اختبارات حل المشكلات: وهي تقيس قدرة الممتحن على توظيف المعرفة عمليًا.
- اختبارات الشخصية: وهي عادة تستخدم خلال عمليات التوظيف، مثل: مرحلة الاختبارات الشفوية لقبول الملحقين الدبلوماسيين للعمل في وزارة الخارجية المصرية.
تصنيفها من حيث التفاعل بين الفاحص والممتحن
وتنقسم الاختبارات في تلك الحالة إلى العروض التقديمية، أو الحوار الدائر بين من يوجه السؤال ومن يجيب عليه.
تصنيفها من حيث عدد الممتحنين
فتوجد اختبارات شفوية فردية، يمتحن خلالها كل طالب على حدة.
وامتحانات شفوية جماعية، حيث يمتحن الطلاب في صورة مجموعات مكونة من ٥ أفراد على سبيل المثال.
تصنيفها من حيث بنيتها
فهناك اختبارات شفوية مغلقة البنية، بمعنى أن السؤال مستقل بذاته لا يمكن بناء أسئلة أخرى عليه أو على إجابته.
مثل سؤال: “ما هو نظام الحكم في مصر؟”، أو “ما المقصود بنظرية الأكوان المتعددة”.
وهناك الأسئلة الشفوية المفتوحة، وفيها ينتقل الفاحص من سؤال إلى آخر بناء على إجابة الممتحن، كما في أسئلة كلية الطب.
كأن يعرض الفاحص حالة ما، ويسأل الممتحن عن الاحتمالات القائمة لتشخيصها، ويتطرق من كل احتمال إلى أسئلة أخرى، وهكذا.
وجدير بالذكر أن الامتحان الشفوي الواحد قد يضم أكثر من تصنيف، كأن يكون مثلا امتحان فردي يقيس الشخصية، أو امتحان جماعي حواري، ونحو ذلك.
أهمية الاختبارات الشفوية
تكتسب الاختبارات الشفوية أهمية كبيرة في إطار المنظومة التعليمية، ولعل هذا ما يبرر استخدامها في التقييم حتى هذه اللحظة.
فالامتحانات الشفوية تمثل وسيلة فعالة لتطوير مستوى تحصيل المتعلمين؛ ذلك لأنها تعطيهم تقييم فوري لمستواهم.
فيعرف الطالب مواطن قوته، ومواطن خطأه ويعمل على تصحيحها.
كما أنها تساهم في الحكم الدقيق على التحصيل المعرفي للمتعلمين، خاصة إذا كان المعلم يرغب في التأكد من المستويات التي تعكسها نتائج الاختبارات التحريرية.
كذلك لا غنى عن الامتحانات الشفوية لتقييم المتعلمين في السنوات الدراسية الأولى؛ حيث يصعب امتحانهم كتابيًا.
ولا يمكننا أن نغفل بالطبع أهمية الامتحانات الشفوية في مراحل الدراسات العليا، فهي تساهم بدرجة كبيرة في منح درجات الماجستير والدكتوراه لمن يستحقونها فقط.
مميزات الاختبارات الشفوية
للاختبارات الشفوية مميزاتها وعيوبها، يتعين بحثها جيدًا لتحقيق أمثل فائدة من المزايا، والتوصل إلى أنسب الطرق للتغلب على عيوبها.
وتتمثل أهم مزايا الاختبارات الشفوية، فيما يلي:
- لا تحتاج هذا الكم الهائل من المجهود الذي تحتاجه الاختبارات التحريرية، وذلك عند إعدادها وعند تصحيح الامتحانات أيضًا.
- تساهم في الكشف عن الكثير من المواهب والمهارات التي يتمتع بها الممتحن، ومن ثم يكون من السهل توجيهه إلى مسار ينمي هذه الموهبة والمهارة.
- يساعد المعلمين على معرفة شخصيات المتعلمين ونقاط قوتهم وضعفهم، فيطور المعلم ممارساته التربوية وخططه التدريسية بما يتناسب معهم ويساعد في تطورهم وصقل مهاراتهم.
- تمثل قناة تواصل مباشرة وتفاعلية بين المعلمين والمتعلمين، ويساعد المتعلمين على تكوين انطباع شامل عن طلابهم، لا يتعلق فقط بمستواهم الأكاديمي، ولكن بشخصياتهم وسلوكياتهم كذلك.
- تعد تدريب عملي للممتحن على تطوير ثقته بنفسه، وترتيب أفكاره، والتعبير عن ذاته بوضوح، والحوار مع الآخرين.
- تقيس المهارات التي يصعب قياسها في التقويمات التحريرية، مثل: القدرة اللغوية.
- لا تنطوي على أي احتمال للغش؛ فالممتحن يقف أمام الفاحص ويتحاور معه مباشرة.
- ويركز الفاحص كل جهده على الممتحن الذي أمامه فقط، وليس على قاعة مليئة بالممتحنين كما في حالة الاختبارات التحريرية.
- آلية مكملة للاختبارات التحريرية؛ لجعل نتائجها أكثر دقة وموضوعية.
عيوب الاختبارات الشفوية
على الرغم أن الاختبارات الشفوية تقدم العديد من المميزات لأي منظومة تعليمية، إلا أن هناك بعض العيوب التي تحيط بها.
والتي يتعين معرفتها جيدًا حتى يمكن تفاديها بقدر الإمكان.
وتتمثل أبرز عيوب الاختبارات الشفوية فيما يلي:
- تتطلب الاختبارات الشفوية وقت طويل في إجرائها، أطول حتى من الوقت المطلوب لإجراء الاختبارات التحريرية، وخاصة إذا كان عدد الممتحنين كبير.
- لا تعتبر اختبارات شاملة ولا يمكن الاستناد عليها وحدها، وذلك لأنها لا تغطي كل موضوعات المقرر الدراسي، ولا حتى نسبة كبيرة منه، فغالبا ما يسأل الممتحن في موضع أو اثنين لا أكثر.
- تفتقد الاختبارات الشفوية إلى واحد من أهم عناصر الاختبارات، وهو العدالة.
- حيث تتفاوت أسئلة الاختبار في مدى صعوبتها أو سهولتها، الأمر الذي يؤثر على نتائج الطلاب، بين طالب كان محظوظًا بسؤال سهل، وآخر آتاه حظه بسؤال صعب.
- تحمل قدرًا من الانحياز، فتخيل أنك تختبر أحد طلابك النجباء شفويًا، ووجدته قد تعثر في الإجابة فهل هناك احتمال أن تعطيه فرصة أخرى، باعتبار انه مرتبط أو توتر؟ الإجابة هي نعم!
- ثم تخيل أن الطالب الذي تعثر هو طالب ضعيف المستوى، هل ستعطيه فرصة ثانية أو ستحكم عليه فورًا؟
- النتيجة التي يتحصل عليها الممتحن خاضعة بشكل كبير لتقدير الفاحص، ومن ثم قد تتغير النتيجة بتغير الفاحص.
- فقد يقدر معلم ما أن إجابة ما إجابة مكتملة، بينما قد يقدرها معلم آخر بأنها إجابة ناقصة.
- أيضًا قد تتأثر النتيجة بالحالة الذهنية والصحية للفاحص في يوم الاختبار.
- فإذا كان في صحة ومزاج جيدين قد يميل نحو إعطاء الممتحنين تقديرات جيدة والتجاوز عن نقص إجاباتهم، وعزوها إلى توترهم أو عدم توفيقهم.
- بينما قد يحدث العكس إذا كان في مزاج سيء أو يعاني طارئ صحي ما!
- تتأثر نتائج الممتحنين في الامتحانات الشفوية بعامل الخوف من الاختبار، أو الارتباك من الوقوف والحديث أمام أحد، فأحيانًا قد يكون الممتحن يعرف الإجابة المثالية للسؤال، لكنه يفتقد لمهارة التعبير الشفهي عنها.
- تفتقد أسئلة الاختبارات الشفوية في التدريس التربوي العمق، فالوقت ضيق والأسئلة العميقة بحاجة إلى وقت أطول، ومن ثم يلجأ الفاحصون إلى طرح أسئلة سريعة وسطحية بعض الشيء.
- تعد الاختبارات الشفوية غير فعالة في قياس المستويات الأعمق من المهارات، مثل مهارة التفكير النقدي، أو التحليل البياني.
- يصعب تحليل نتائج الطلاب في الاختبارات الشفوية، حيث لا يُسجل سوى التقديرات والدرجات التي حصل عليها الممتحن، بينما لا يسجل أداءه مثلًا.
كيف تحسن دقة نتائج الاختبارات الشفوية؟
بالنظر إلى مميزات وعيوب الامتحانات الشفوية، فلا يسعنا القول سوى إنها آلية تقييم لا غنى عنها.
ولكن في نفس الوقت لا يمكن الاعتماد عليها وحدها في التقييم، بل يجب أن ترافق أنواع الامتحانات الأخرى؛ للحصول على نتائج أكثر دقة وموضوعية.
يفضل كذلك أن يُجري الاختبار أكثر من معلم، حتى يكون الحكم على مستوى الممتحن أكثر موضوعية وتوازن.
كما أن خضوع الممتحن لسلسلة من الاختبارات الشفوية بدلًا من الاعتماد على اختبار شفوي واحد، يتيح الفرصة لتقييمه بشكل أدق.
ولتغطية أجزاء أوسع من المقرر التعليمي، ومعرفة مدى إلمامه بها.
يُنصح كذلك بأن يصنف الفاحصون الأسئلة من حيث مستوى سهولتها وصعوبتها إلى مجموعات، ويوجه لكل ممتحن سؤال من كل مجموعة؛ للتأكد من تعرض كل الطلاب لنفس مستوى الصعوبة.
وهذا بالطبع يتطلب من الأساتذة التحضير الجيد للامتحان الشفوي قبل إجرائه.
هل يمكن الاعتماد على الاختبارات الشفوية وحدها في تقييم الطلاب؟
في ظل السعي الدؤوب من قبل القائمين على العملية التعليمية والمهتمين بتطويرها.
وما يترتب عليه ذلك من إعادة تفعيل دور الاختبارات وتحويلها من غاية في ذاتها، إلى وسيلة من وسائل تطوير التعليم، لا يمكن الاكتفاء بإجراء الاختبارات الشفوية وحدها.
فهي وإن كانت لا تستهلك الجهد الذي تستهلكه الاختبارات التحريرية، إلا أنه لا غنى عن المزج بين كل من الشفوية والتحريرية.
من أجل الوصول إلى تقييم موضوعي يمكن الاعتماد على نتائجه في صياغة القرارات والسياسات التعليمية المختلفة.
لا سيما وأن إجراء الاختبارات بأنواعها، وإدارتها وتصحيحها وتحليل نتائجها، أصبحت مهمة أيسر من ذي قبل.
في ظل انتشار برامج ميكنة الاختبارات وتصحيحها.
والتي تساعدك على صياغة وتطبيق اختبارات شاملة وصادقة، بالإضافة إلى تصحيحها ورصد نتائجها، بشكل أسرع، وبدقة وكفاءة احترافية.
لا تفوت فرصة استكشاف البرنامج الأشهر عالميًا فيما يتعلق بتصحيح الاختبارات وتحليل نتائجها، “ريمارك أوفيس”، والذي تستخدمه ملايين المؤسسات في نحو 130 دولة حول العالم.
وذلك بفعل العديد من الخصائص الفريدة التي لا تجدها سوى في ريمارك، والتي تجعل تصحيح الاختبارات -بكافة صورها- أسرع وأدق، حيث:
- يدعم ريمارك أوفيس التصحيح بثلاث لغات مختلفة، هي العربية والإنجليزية، وأضيفت الفرنسية في الإصدار الأحدث من البرنامج.
- يصحح ريمارك أوفيس كافة أنواع الأسئلة، حتى الأسئلة المقالية، بفعل خاصية التعرف الذكي على الحروف.
- يتوافق ريمارك أوفيس مع مختلف أنظمة الماسحات الضوئية، كما يقبل أي نوع من الورق، وبهذا تعتبر تكلفته معقولة.
- يمكن لريمارك إعادة التصحيح بكل سهولة، وذلك في حالات تظلم الممتحنين بشأن نتائجهم.
- يمكن تصدير واستيراد البيانات والمعلومات والنتائج من وإلى ريمارك وأي نظام آخر بكل سهولة وفي خطوات بسيطة.
- يمكنك تجربة البرنامج مجانًا لمدة 9 مرات تشغيل، قبل شراء النسخة الكاملة منه!
احجز النسخة التجريبية الآن، واحصل على تصحيح أكثر مرونة، وأعلى دقة، وأكثر سرعة!
المصادر:
Standardized Oral Examinations
The Pros and Cons of Oral Examinations in Undergraduate Education
Oral exam